امجد معلا
من حقنا ان نتذكر ان تنظيم الاخوان المسلمين تأسس في نفس الحقبة الزمنية التي تأسست فيها دولة الاحتلال الاسرائيلي وتزامن الاعلا ن عنه مع صدور وعد بالفور ..الذي كان الاساس في القضية الفلسطينية وا لحق بالشعب الفلسطيني وشعوب منطقة بلاد الشام مآسي ومحن.
السياسة علمتنا انه لا مجال للصدفة في تقييم الاحداث لنصل الى نتيجة ان التيار الاسلامي بقيادة تنظيم الاخوان المسلمين جاء في سياق تاريخي لاداء دور رئيسي في الاحداث التي حصلت في مطلع القرن الماضي .
نسوق هذه الحقائق بمناسبة اعلان تنظيم الاخوان المسلمين بكل صلف ان المسلحين اللذين تسللا عبر الحدود في غور الاردن ينتميان له مما دعا كل المراقبين في الدنيا ان يصلوا الى نتيجة واحدة وهي ان هذا التنظيم الذي جلس في حضن الاردن آمنا لعشرات السنين يعمل وهو بكامل قواه السياسية الى زج الاردن في معارك خطيرة وحساسة بل سعى من وراء اعلانه الى اثارة البلبلة وتهديد الامن والسلم في الاردن وزعزعة استقراره السياسي وهي اخطر الجرائم التي يمكن ان يرتكبها تنظيم عمره من عمر الدولة الاردنية .
وحاول هذا التنظيم بفعلت هذه ان يزاود على الاردن كنظام سياسي وعسكري وهو يعلم انه خاض ثلاثة حروب وعشرات المعارك ضد الكيان واحتلاله للارض العربية الفلسطينية وحقق فيها انتصارات ويعلم أيضا ان الاردن سار مع الركب العربي في منتصف تسعينيات القرن الماضي نحو مؤتمر مدريد ليوافق على القرار العربي الشامل بالسير في عملية السلام فكانت اتفاقية وادي عربه واتفاقية اوسلوا والتي ضمنت ولو بالحدود الدنيا الحق الفلسطيني واستعاد الاردن بموجبها اراضية التي كانت محتلة.
هذا كله لم يوافق عليه تنظيم الاخوان المسلمين في حينه وراح منذ توقيع وادي عربية نحو المزاودة السياسية والوطنية وقرر التحول الى مقاومة وأحاطها بالتأييد الشعبي من خلال الة اعلامية مضللة وراح يعبث بالمنطقة واستقرارها ضمن معركة اساسها وهدفها ازالة الانظمة العربية وتحويلها من انظمة قومية الى انظمة اسلامية كخطوة تسبق خطوة اعلان دولة الخلافة وهو الهدف الاستراتيجي لتنظيم الاخوان المسلمين .
ربما هذا الهدف كان ممكن ان يجد له حواضن شعبية في بداية القرن الماضي ولكن الان وفي العصر الحالي بدأ يكتشف هذا التنظيم ان بضاعته السياسية واهدافه غير القابلة للتحقيق باتت بضاعة لا يقبلها الغالبية العظمى من الشعوب العربية ولا تجد لها سوقا كما في السابق.
ولان نظيم الاخوان المسلمين بات خارج دوائر صنع القرار العربي والدولي بل وبات مرفوضا عربيا ودوليا راح يمتطي الوجع العربي والفلسطيني من اجل دفع العالم للاعتراف به كقوة مقاومة بعد ان رفضه العالم كقوة دعوة ,
وارسال تنظيم الاخوان المسلمين اثنين من انصاره في محاولة بائسة لاحراج الاردن يعد جريمة خطيرة بل انتهاك للقانون الاردني الذي يحظر على اي تنظيم او حزب ممارسة العمل العسكري مما يدعونا الى المناداة بضررة تقديم هذا التنظيم الى القضاء ومحاكمته وفقا للقانون الاردني حتى نضمن ان يظل في اطار الدولة ولا يخرج عن الدسور والشرعية ولا ينتهك القانون الاردني.