امجد معلا
ليس تباهيا ولا هو تفاخرا ان نعيد الى الاذهان وقفة الاردن الرسمية والشعبية في دعم الاهل في قطاع غزة حين مد الاردن الجسور الجوية والبرية لتأمين المساعدات الى الاهل هناك وهم يواجهون ويلات الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة على مدى خمسة عشر شهرا .
هذا الجهد الاردني كان احد الاسباب الرئيسية التي مكنت اهل غزة من الصمود في وجه حرب الابادة التي شنتها القوات الاسرائيلية البربرية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري ..
وفي هذا الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن اتفاق لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة فان الاردن الرسمي والشعبي يشعر بارتياح كبير لان الام الشعب الفلسطيني في غزة اثقلت الوجدان الاردني واوجعته وكان الاكثر شعورا مع الم الغزيين جراء الحرب عليهم وما سببته من جوع وقهر وفقد للابناء والاباء والامهات والاقربين اذ ان هذا الشعور الاردني ينبع من روابط الدم والاخوة بين الشعبين الاردني والفلسطيني.
الاردن ومنذ ان وقعت النكبة وهو يحمل على كتفيه القضية الفلسطينية بكل اوجاعها والامها وظل على الدوام الحضن الاخوي الذي احتضن اثارها ودفع في سبيل ذلك الاثمان الباهظة على كل الصعد.
وهذا الموقف الاردني الذي سطره التاريخ باحرف من نور لم يكن باي حال وليد الظروف الحالية بل كان على الدوام هما حملته القيادة الهاشمية وعبرت عنه في كل حراك سياسي وخاض من اجلها الحروب وقدم الشهداء ِفكانت وستظل القضية الفلسطينية اولوية اردنية.
والعالم باسره شاهد وتابع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وهو يشارك في عمليات ايصال المساعدات الغذائية والادوية للاهل في غزة وهو الجهد الذي استفردت به القيادة الاردنية عن دون دول العالم التي ساهمت في تقديم المساعدات للاهل في غزة وهي الصورة التي عبرت عن مدى اهتمام الاردن في مساعدة الاهل على الصمود والتصدي لهذه الحرب الجائرة بحق الشعب الفلسطيني.
واعطت وقفة الملك والقوات المسلحة الاردنية لشعب غزة الشعور بالامان حين افقدتهما إياه ضراوة الحرب وشراستها على مدى اكثر من 15 شهرا .