اجتمع يوم اول امس الاربعاء حوالي ال 400 مقاول من اعضاء الهيئة العامة لنقابة المقاولين الاردنيين على 40 منسف في قاعة جبري ليثبتوا ان الخلل يكمن في داخلهم وليس بسبب اي جهة اخرى حين اجمعوا على ان المقاول عاد الى عهد الطوبرجي الذي كان يسمى “ابو خشبة”
محتو الكلمات التي القيت ذاب ولم يسمع له احد ولم يفهمه احد بفعل ضعف الثقافة اللغوية والثقافة الفنية والتشريعية التي تحكم القطاع .
فلم يكن اجتماع إشهار كتلة انتخابية في نقابة المقاولين مجرد لقاء سياسي أو عرض لرؤية مستقبلية، بل تحول إلى ما يشبه عرضًا هزليًا، حيث تصدر المشهد مترشح تجاوز السبعين من عمره، لكنه بالكاد استطاع نطق كلمتين متتاليتين دون تلعثم! بدا الرجل وكأنه في معركة مع الكلمات، تائهًا بين الجمل، حتى كاد الحاضرون ينسون الهدف من الاجتماع وينشغلون بعدّ مرات تعثره.
أما الطامة الكبرى، فكانت عندما قرر بعض أعضاء الكتلة الحديث، ليثبتوا أنهم ربما كانوا أفضل لو التزموا الصمت! فبدلًا من أن يدافعوا عن كتلتهم ويعززوا موقفها، قدموا أداءً كارثيًا جعل البعض يتساءل: هل كان الإعداد لهذا اللقاء يتم في كواليس السياسة أم في غرف التدريب على الكوميديا الارتجالية؟
والأكثر إثارة للدهشة، أن هذه الكتلة تتصدر المشهد الانتخابي وكأنها تمتلك الحلول السحرية للقطاع، لكن يبدو أن المثل القائل “من أول غزواته كسر عصاته” ينطبق عليهم تمامًا. فكيف لمن لم يستطع حتى إدارة اجتماع إشهاره أن يدير نقابة بمشاكلها وتعقيداتها؟ وكيف لمن يلهث بعد خطوتين أن يسير بمصلحة المقاولين إلى الأمام؟
إذا كان هذا هو الأداء في البداية، فما الذي ينتظرنا لاحقًا؟ ربما علينا الاستعداد لمزيد من العروض الفكاهية في قادم الأيام، لكن هذه المرة، سيكون المقاولون هم الجمهور الذي قد لا يجد الأمر مضحكًا عندما تمس مصالحهم ومستقبل مهنتهم!